كيف تصل الى النفس المطمئنة
للإيمان القوي بالله تعالى دور هام في الوقاية والعلاج من الاضطربات النفسية الحقائق العلمية التي وردت في آيات القرآن الكريم ويكتشفون الأسرار التي تتعلق بالصحة النفسية والبدنية بما يدل على أن المنظور الإسلامي لأمور كثيرة قد سبق العلمالحديث في التوجيه إلى تعليمات للوقاية من أمراض النفس والجسد.
ولنتدبر قوله تعالى : ) سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ).
وإذا حاولنا البحث عن أسباب زيادة هذه الأمراض فإن العوامل التي تقف وراء ذلك كما تقول الأبحاث هي :
1. تلوث الماء والهواء والبيئة المحيطة بالإنسان والأطعمة التي يتناولها يؤدي إلى الإصابة بأمراض عضوية تؤثر على الجسم.
2. الحروب والاوضاع السياسية لها آثار خطيرة تمتد إلى أجيال تصاب بالتشوهات والأمراض المستعصية التي يصعب علاجها.
3. آثار الكوارث الطبيعية تتسبب في حالة من فقدان الأمن والتوتر والقلق وتؤدي الإصابة بالأمراض النفسية ، كما أن الفساد في السلوك الإنساني يقف وراء بعض المشكلات المتفاقمة مثل المخدرات التي يؤدي إدمانها إلى المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية المتعددة .
توصلت الأبحاث العلمية والطبية إلى حل المشكلة:
- خوف الإنسان من المتغيرات وأحداث الحياة مثل الخسائر المادية أو الإصابة بالأمراض أو مستقبل الأبناء يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب والقلق الذي يؤثر على حالته الصحية والمناعة ضد الأمراض ، وقد أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون بإيمان قوي بالله تعالى ويقين بأن كل شيء بيد الله يتخلصون من هذه المخاوف وتزيد فرص شفائهم عند الإصابة بالأمراض المختلفة ومنها الأمراض القاتلة مثل أمراض القلب والسرطان.
- أثبتت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يلتزمون بأداء العبادات من صلاة وصوم اقل إصابة بلأمراض النفسية مثل الاكتئاب والوسواس القهري والقلق، كما أن قوة الوازع الديني تمثل حماية من الوقوع في إدمان الخمور والمخدرات، وهنانذكر أهمية تعاليم الإسلام الواضحة في تحريم الخمر.
- نسبة الانتحار – كما تذكر أخر الإحصائيات العالمية – وصلت إلى رقم هائل هو 800 ألف حالة انتحار سنوياً في أنحاء العالم ، والمعدل في بعض الدول الأوروبية يصل إلى 42 لكل 100 ألف من السكان ، بينما لا يزيد معدل حالات الانتحار في الدول الإسلامية عن 2-4 لكل 100 ألف من السكان ، ومعنى ذلك أن هذه النسبة في الدول الغربية تزيد على 10 أضعاف الانتحار في الدول الإسلامية والسبب في ذلك يعود إلى تعاليم الإسلام حول قتل النفس.
عند التأمل في العلاقة بين الدين الإسلامي وبين تنظيم حياة الإنسان وتعديل سلوكه لابد أن يلاحظ التأثير الإيجابي للالتزام بتعاليم الدين على الصحة النفسية ويتضمن ذلك الوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية التي تزيد انتشارها في العصر الحالي ، والمثال على ذلك تأثير التنشئة الدينية للصغار على ضبط سلوكياتهم ومنعهم من الاستجابة للانحراف ، وكذلك الدعوة الدائمة إلى حسن الخلق في التعامل الإنساني بما يخفف من فرص الصراعات التي تسبب القلق ، ودعوة الدين إلى إفشاء السلام وهي دعوة إلى الطمأنينة التي تمثل وقاية ضد القلق والاكتئاب .
والنهي عن الفساد في الأرض يضمن للإنسان الحياة في وسط صحي ، والالتزام بتعاليم الدين والعبادات لها تأثير إيجابي على اصحة النفسية كما تؤكد الدراسات العلمية ، والمثال على ذلك تأثير الوضوء على خفض مستوى الغضب والتوتر مع الاغتسال بالماء وهو ما ثبت علمياً ، وسبق إلى ذلك الحديث الشريف حول هذا الموضوع ، وفوائد انتظار الصلاة بعد الصلاة وذكر الله في شغل النفس بعيداً عن الوساوس المرضية والقلق ، وأمل الإنسان في التوبة يفتح له باب الخروج من اتهام وتأنيب الضمير الذي يؤدي اليأس والاكتئاب ، والتمسك بالإيمان القوي بالله تعالى هو سلاح فعال للوقاية والعلاج ، والاحتفاظ بحالة دائمة من الصحة النفسية.
وبعد هذه التأملات نرى أننا حين نفكر قليلاً نجد أن الحل والمخرج من غالبية ما نواجهه من مشكلات وأزمات في حياتنا هو بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى.