ما هى الهندسة الوراثية
قال تعالى" سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"وقال تعالى:" وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها".
نزلت هاتان الآيتان منذ أكثر من 1400 سنة فى عصر متسم بالجاهلية،أما علماء العصر من المتخصصين فى علوم الفلك والطب والكيمياء والأحياء، لا يعلمون إلا القليل من أسرار السماوات والأرض والكائنات الحية،
وقد أكد الله سبحانه وتعالى فى هاتين الآيتين لأهل ذلك العصر أنه سيكشف لأهل الأرض آياته وأسراره وعجائبه فى خلق السماوات والأرض وخلق أنفسهم، وبالقطع سيتضمن كشف أسرار السماوات والأرض ومعرفة أسرار خلق النجوم والكواكب والمجرات .
وكشف أسرار الفضاء والأشعة الكونية وخواص المواد والذرات والألكترونيات والكهرباء، وسيتضمن الكشف عن أسرار خلق الإنسان أن يمكننا الله من معرفة التشريح الجسدى للإنسان ومعرفة وظائف الأعضاء وتركيب الخلايا والتفاعلات الكيميائية التى تحدث بداخلها ومعرفة أسرار النفس.
ومنذ عصر نزول القرآن الكريم وحتى نهاية القرن التاسع عشر والخالق يكشف للعلماء فى كل عصر سرا من
أسراره فى خلقه من خلال الأبحاث والتجارب التى يقوم بها العلماء فى مجالات الفلك والطب والفيزياء ....إلخ.
والسؤال هو هل ما سيكتشفه الخالق لنا من أسرار خلق الكائنات ومنها الإنسان سيتضمن كشف بعض أسرار الروح، أم أن الروح ستظل غيب عنا إلى يوم القيامة؟
الأجابة أن الخالق لابد سيكشف لنا بعض أسرار الروح أو بمعنى آخر وأدق بعض آثار الروح فى مختلف الكائنات ومنها الإنسان، لأن الروح أهم شئ فى خلق أى مخلوق، فبعد تكوين جسد الإنسان من لحم ودم وعظم وخلايا يتم عن طريق الروح، وكشف أسرار الخالق فى خلق هذه الأشياء سيمثل كشفا لبعض أسرار الروح لأن هذه الأشياء ما هى إلا أثر من آثار الروح فى الإنسان، وباقى الكائنات الحية.
وقد كشف الخالق لنا من خلال علم البيولوجيا والهندسة الوراثية التى تعد أحد فروعه الكثير من أسرار الروح فى الجسد، ومن خلال الأبحاث والتجارب التى توصل إليها علماء الوراثة والبيولوجى هى نواة الخلية الحلية.
سر الحياة يكمن داخل نواة الخلية الحية:
الإنسان يبحث منذ آلاف السنين فى موضوع نشأة الحياة على الأرض فى محاولة منه لكشف سر الحياة فى الكائنات الحية.
وقد اتفق علماء الاحياء المتخصصون فى دراسة مكونات أجسام الكائنات الحية منذ قرون عديدة على تقسيم الجسم إلى أعضاء كالكبد والقلب والأمعاء والذراعين...إلخ
أن الوحدة الأساسية المكونة لأجسان الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات هى الخلية الحية، ومع تقدم وسائل البحث العلمى أكتشف العلماء أن كل خلية فى أى كائن حى تتكون من كتلة هلالية شفافة يحدها من الخارخ غشاء، وفى وسط الخلية يوجد جسيم كثيف صغير أطلقوا عليه إسم" النواة".
وأتضح للعلماء أن عدد الكروموسومات داخل النواة يختلف من كائن لآخر فمثلا تحتوى نواة كل خلية حية من خلايا جسد الإنسان على 46 كروموسوم والحمض النووى " DNA" مقسم إلى 46 جزء.
أن النواة فى الخلية الحية هى مركز القيادة الرئيسى للخلية، وهى العقل المدبر لها ويكمن فيها سر الحياة، حيث يعتبر كتاب الخلق المحفوظ بداخله برنامج التخليق الذاتى الحامل للأوامر الإلهية والذى أودعه الله داخل المخلوق ليعمل تلقائيا بمجرد تلقيح الحيوان المنوى للبويضة،
والكروموسومات داخل النواة هى الجهاز أو المصنع المسئول عن تخليق أعضاء الكائن الحى الجسدية، وتحديد صفاته النفسية والعقلية المميزة له عن غيره من الكائنات والمنقولة إليه من أبويه وأجداده وأول مخلوق فى نوعه " آدم" عليه السلام
.
الكروموسومات الموجودة داخل النواة أو بمعنى أدق وأكثر تفصيلا هى الجينات التى تمثل مقاطع أو أجزاء معينة من الكوموسومات والتى يسميها العلماء حاملة الصفات الوراثية، هى فى الحقيقة حاملة الأوامر الإلهية الخاصة بخلق الكائن الحى.
أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شئ بمقدار وتقدير وإعجاز ودقة ونظام وترتيب وأحسن كل شئ خلقه، ولم يخلق شيئا عبثا، قال تعالى فى كتابه الكريم:" وخلق كل شئ فقدره تقديرا"