لماذا نمرض
قبعة, فيما كانت مجموعة من المرضى تحيط بك، وإذا كان ذلك صحيحا فلماذا نجد أن هناك أشخاصا يعيشون فى وسط موبوء ولا يتعرضون لمرض وهم لا يخافون البرد ولا يحتاطون له ولا يخافون الوباء وتبقى حالتهم الصحية جيدة.
ماذا تفعل كى تشفى من المرض:
لا يمكن أن يكون المرض بشكل أو بآخر نوعا من المصائب إذ إن المرض من الممكن أن يقود إلى مجموعة من النتائج المفاجئة وقد تكون هذه النتائج مفيدة وإيجابية.
حيث يؤدى المرض احيانا إعادة التوازن بالجسم يرافق المرض من جهة أخرى الشعور بالالم، ومن المؤكد وجود الرغبة دائما فى التخلص من الألم.
فى كلتا الحالتين فإن الحقيقة هى أن عقلك يعمل لكى يحييك، وعندما تلاحظ تلك النتائج الإيجابية تتأكد تماما أن عقلك يعمل ليجد الطريقة الصحيحة الكفيلة بإبقائك على قيد الحياة.
يعمل الإنسان فى كثير من الأحيان فوق طاقته لمدة زمنية وهذا يؤدى إلى إحداث خلل ما فى التوازن العام الذى يعتبر أحد دلالات الصحة، لكن أسلوب هذا الشخص فى العمل وسلوكه الجديد أربك كل أعضائه مما جعل الجسم يرفض هذا الوضع الجديد، ويعبر عن هذا الرفض بالمرض الذى يجبرك على ملازمة الفراش حتى يتسنى للجسم القيام بكافة الإصلاحات اللازمة، هذا النوع من المرض هو المرض الفيزيولوجى،
أما المرض الأكثر تعقيدا فهو المرض النفسى الباطن الفيزيولوجى الظاهر وهو أيضا ضرورى، وهو أحيان كثيرة يكون دون إرادة من صاحبه وأميز حالاته هى تلك التى يعانى فيها الشخص من قلة الاهتمام من محيطة، وخاصة إذا كان عاطفيا بطبعه فيجعله شعوره بقله الاهتمام كئيبا يتطور شعوره بعد ذلك إلى الكراهية ثم إلى الأنانية وبعد ذلك إلى العدوانية التى تعتبر أخطر مراحل هذا المرض.
يوجد بالتأكيد من بين هؤلاء من تجده يمرض فيزيولوجيا فى المراحل الاولى لهذه الحالة النفسية فيلقى من يعتنى به ويسهر على راحته ويشعر بان كل من حوله قد أهمل كل أعماله وبات همه الوحيد الشفاء، و ذلك قد يعطية جرعة كبيرة من الحب والطمأنينة التى احس بأنه فقدها ولكن وفي مثل الحالة السابقة سرعان ما تجده يندم ويعاود حياته الطبيعية، أما إذا مرض هذا الشخص وتأكد بأن لا أحد يهتم به فإنه يصل للعدوانية وفقا للمراحل التي ذكرناها ويصبح خطراً على نفسه وعلى المجتمع.
لماذا يصاب أشخاص بالمرض أكثر من غيرهم؟
لقد دلت التجارب على أن الشخص يؤثر عليه عقله فقد يصاب بالزكام إذا شغل تفكيره بهذا الموضوع طويلاً، وقد يحتاج لفترة طويلة للشفاء من الزكام إذا بقى يفكر دائماً بأنه مصاب بالزكام.
إذاً فالمرض هو عملية نفسية بحتة، حيث إن الميكروبات موجودة في محيط الجميع ورغم ذلك تجد أشخاصاً يصابون أكثر من غيرهم.
العملية تتطلب الوقاية، والوقاية النفسية هي الأهم وهي التي تأتي بحسب قدرات كل شخص والمقصود هنا من القدرات الفكرية والنفسية، فذلك يقود الدماغ إلى العمل بما يتناسب مع وظائفه التي يؤديها دون انشغاله بالأوهام.
لكي نعرف لماذا يمرض الناس فإن من المهم أن نعرف أن هذا الإنسان يسعى للحصول على شيء معين من مرضه، وليس من الضروري أن يكون هذا الشيء شيئاً جيداً، فإذا استطعت أن تعرف ماهو الشيء فقد تصبح مهمتك في علاجه أكثر سهولة.
إن ذلك لا يعني أبداً أن الأمور تجري بشكل فوضوي، لأن المرض هو الحالة المقابلة للصحة وحدوثه منطقي.
ومن خلال علاجنا للمرضى وجدنا أن نسبة 90% منهم يحصلون على شيء ما من مرضهم علماً بأن معظمهم لا يدرك ذلك، وأن المرض يصبح أكثر وضوحاً عندما نتعرف على نتائجه غير المنتظرة وتحديد أهميته للمريض.
من هنا ينبغي أن نتذكر دائماً بانه عليك امتلاك جسمك وتطويعه لكي يعمل لصالحك، ولكن من جهة أخرى عليك أن تحسن التصرف وتتحمل المسؤولية فلن نختلف أن الحرية مسؤولية وأن حرية التملك مسؤولية مضاعفة