الصفحات

القائمة

سر السرطان ؟ ولماذا تعجز كل دول العالم عن علاجه

سر السرطان ؟ ولماذا تعجز كل دول العالم عن علاجه

اسباب السرطان

فى خطابه الأخير أمام مجلس الشيوخ الأمريكى يوم 13 يناير تحدث الرئيس الأمريكى أوباما بمزيج من الثقة و الغرور عن أن أمريكا التى تقود العالم علميا و عسكريا و اقتصاديا،ستكون هى الدولة التى تكشف غموض مرض السرطان.


و سيكون لها السبق فى التوصل للعلاج الفعال و الحاسم لذلك المرض .

هذا الكلام ليس بجديد،ففى عام 1971خرج الرئيس الأمريكى الأسبق(نيكسون)و أعلن أيضا أن أمريكا التى استطاعت الوصول للقمر و استكشاف الفضاء،ستقوم بتتويج جهودها بحل لغز السرطان،و رصد وقتها مائة مليون دولار للبحثث العلمى المركز على مرض السرطان...و لكن بدا واضحا للجميع_بعد هذه السنوات_أن الوصول للقمر و الكواكب التى تبعد ملايين السنين الضوئية كان أسهل بكثير من الوصول لحل للغز مرض السرطان!


السرطان هو السبب الثانى للموت فى الولايات المتحدة الأمريكية و فى العديد من دول العالم،أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة سنويا حول العالم،و من المتوقع ارتفاع الرقم فى العقدين المقبلين.



فما هو سر السرطان؟
ولماذا تعجز كل دول العالم عن الوصول لحل فعال له؟

نعرف جميعا أن الخلية الحية تعيش لفترة محددة ثم تموت لينمو غيرها،و هناك حالة من الاتزان الزمنى بين موت الخلايا و نمو خلايا جديدة،و هذا ما يسمى(الموت الخلوى المبرمج)programmed cell death.


و هذا الموت المنظم هو لمصلحة الانسان بلا شك؛ فنمو خلايا جديدة ممتلئة بالطاقة الحيوية هو السبيل الوحيد لاستمرار حياة الانسان بشكل طبيعى،و مع تقدم الانسان فى العمر يميل الاتزان فى اتجاه موت الخلايا بشكل أكبر،فتفقد أنسجة الجسم حيويتها و نشاطها،و يتجعد الجلد و تقل كفاءة الأعضاء...انها الشيخوخة...و لكن لنفترض أن الخلل فى الاتزان حدث فى الاتجاه العكسى...أى ان الخلايا القديمة أصابها الجنون و رفضت أن تموت!فى الوقت ذاته تستمر الخلايا الجديدة فى النمو...و هذا هو السرطان فى كلمتين؛خلل فى الاتزان!


أسباب حدوث السرطان قد تشمل التدخين و التعرض للاشعاعات و المبيدات و المواد الكيميائية المسرطنة،و هى أسباب متعددة و متنوعة و قد تسبب أو لا تسبب السرطان، و بالتالى لا يزال هناك عامل خفى هو الحاسم فى الاصابة،و هو مجهول حتى هذه اللحظة.


و المعدة و الثدى و القولون المرتبة الأكثر شيوعا،و يكون التشخيص عن طريق فحص عينة من النسيج المصاب فى معمل الباثولوجى.


طرق العلاج المعروفة حتى الأن متنوعة،و تشمل العلاج الجراحى باستئصال الجزء المصاب،و هناك العلاج الاشعاعى أو الكميائى الذى يستهدف قتل الخلايا السرطانية،و هناك أيضا العلاج المناعى الذى يعتمد على تحفيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانية،أيضا العلاج الهرمونى من الأساليب المشهورة فى أورام البروستاتا و الثدى،و هى تعتمد على تعطيل النشاط المفرط لهرمونات الذكورة و الأنوثة.


دائما ما يواجه مريض السرطان الباحث عن العلاج مشكلتان رئيسيتان:

الأولى تكمن فى التكلفة الباهظة للأدوية فى الأسواق العالمية،و الثانية هى الأثار الجانبية المؤلمة نفسيا و معنويا للمريض.

نعرف أن هدف دواء السرطان هو قتل الخلية السرطانية التى تأبى الموت، و لكن تأثير الأدوية يمتد ليصيب خلايا أخرى مسالمة أمنة،مثل خلايا بصيلات الشعر،التى تتشابه مع الخلية السرطانية فى سرعة النمو، فيسقط شعر المريض كنتيجة لتأثير جانبى للدواء،و ليس بسبب السرطان نفسه كما هو شائع.


تزداد فرص الشفاء من الأورام كلما تم الكشف عنها مبكرا،يمكن دائما السيطرة على الورم طالما لم يمتد ليصيب أنسجة أخرى من الجسم،و لذا تظل فكرة اكتشاف وسيلة لتشخيص الأورام فى بدايتها أو قبل حدوثها هى حلم يراود كل أطباء الأورام فى العالم،أما الحلم الاخر الذى يراود البشرية كلها فى القرن الجديد هو القضاء تماما على ذلك المرض الخبيث المؤلم.فهل يتحقق الوعد الأمريكى هذه المرة؟!

المصدر

د.محمود عبد الشافى

0تعليقات