قصة الثعلب المحتال
كان في قديم الزمان، في غابة كثيفة الأشجار، يعيش ثعلب ماكر يُعرف بخداعه ومكره. كان هذا الثعلب يُدعى "فُرْفُر" وكان مشهورًا بين جميع الحيوانات بذكائه وحيله.
ذات يوم، شعر فُرْفُر بالجوع الشديد، فقرر البحث عن فريسة. تجوّل في الغابة باحثًا عن أي حيوان صغير يمكنه أكله. وفجأة، لاحظ دجاجة صغيرة تسير وحيدة في الغابة.
اقترب فُرْفُر من الدجاجة بخطوات هادئة، وبدأ يتحدث إليها بصوت لطيف: "مرحبًا يا دجاجة صغيرة، ماذا تفعلين وحدك في الغابة؟"
نظرت الدجاجة إلى فُرْفُر بخوف، وقالت: "أنا في طريقي إلى منزل جدتي، لكنني ضللت الطريق."
ابتسم فُرْفُر وقال: "لا داعي للقلق يا صغيرة، سأساعدك في الوصول إلى منزل جدتكِ."
شعرت الدجاجة بالارتياح، وبدأت تُسير مع فُرْفُر في الغابة. وفجأة، توقف فُرْفُر وقال: "يا دجاجة صغيرة، أعتقد أنني أرى منزل جدتكِ من هنا!"
نظرت الدجاجة في الاتجاه الذي أشار إليه فُرْفُر، ورأت كوخًا صغيرًا في وسط الغابة. سألت الدجاجة: "هل هذا هو منزل جدتي؟"
أجاب فُرْفُر: "نعم، هذا هو منزل جدتكِ بالتأكيد!"
اقتربت الدجاجة من الكوخ، وطرقت الباب. وفجأة، انفتح الباب، وخرجت من الكوخ ذئبة كبيرة.
نظرت الذئبة إلى الدجاجة وقالت: "مرحبًا يا دجاجة صغيرة، ماذا تفعلين هنا؟"
شعرت الدجاجة بالخوف الشديد، وقالت: "أعتقد أن هذا هو منزل جدتي، لكنني لست متأكدة."
ضحكت الذئبة وقالت: "هذا ليس منزل جدتكِ يا دجاجة صغيرة، هذا هو منزلي!
أدركت الدجاجة أن فُرْفُر قد خدعها، وأنها وقعت في فخ الذئبة. حاولت الدجاجة الهرب، لكن الذئبة أمسكت بها وقالت: "لقد حان وقت العشاء!"
صرخت الدجاجة بصوت عالٍ، وسمع فُرْفُر صوتها. أدرك فُرْفُر أنه قد أخطأ، وأن عليه مساعدة الدجاجة. فجأة، ظهر فُرْفُر أمام الذئبة وقال: "مرحبًا يا ذئبة، ماذا تفعلين مع هذه الدجاجة الصغيرة؟"
نظرت الذئبة إلى فُرْفُر وقالت: "هذه الدجاجة هي عشائي!"
قال فُرْفُر: "لا يمكنك أكل هذه الدجاجة، فهي ملكي!"
تعجبت الذئبة وقالت: "كيف تكون هذه الدجاجة ملكك؟"
قال فُرْفُر: "لقد اتفقت مع هذه الدجاجة على أن أُعلمها كيف تطير، لذلك هي ملكي الآن!"
نظرت الذئبة إلى الدجاجة، ورأت أنها لا تستطيع الطيران. شكّت الذئبة في كلام فُرْفُر، لكنها لم ترغب في الدخول في صراع معه.
قالت الذئبة: "حسنًا، سأترك لك هذه الدجاجة هذه المرة، لكن لا تحاول خداعي مرة أخرى!"
وافق فُرْفُر، وشكرت الدجاجة فُرْفُر على إنقاذها. تعلّمت الدجاجة درسًا مهمًا في ذلك اليوم، وهو أنه لا يجب عليها الوثوق بأي شخص غريب.
العبرة من القصة:
- يجب علينا الحذر من الأشخاص المخادعين، وعدم الوثوق بهم بسهولة.
- يجب علينا التفكير مليًا قبل اتخاذ أي قرار، وعدم الانصياع للمظاهر.
- يجب علينا مساعدة الآخرين عندما يكونون في حاجة إلى المساعدة.
0تعليقات