تتضمن آية فَبَصَرُكَ اليوم حديد من سورة ق (الآية 43) إعجازًا علميًا عميقًا يتجلى في عدة أوجه:
1. قوة الإبصار: تشير كلمة "حديد" إلى قوة وصلابة
الإبصار في ذلك اليوم، وكأنّه أصبح كالحديد الذي يتميز بصلابته وقدرته على مقاومة العوامل
الخارجية.
يُفسّر هذا الإعجاز علميًا بقدرة الله تعالى على منح الإنسان
بصرًا خارقًا يفوق قدرات الإبصار العادية، حيث قد يرى في ذلك اليوم أشياء دقيقة لا
تُرى بالعين المجردة، أو أشياء بعيدة لا تُرى بالتلسكوب، أو قد يتحمل النظر إلى أشعة
قوية دون أن يتأذى.
2. المساواة في الإبصار: تُشير الآية إلى مساواة الجميع في
الإبصار في ذلك اليوم، حيث لن يكون هناك أي شخص ضعيف البصر أو كفيف، بل سيُصبح للجميع
بصرًا قويًا كالحديد.
يُفسّر هذا الإعجاز علميًا بقدرة الله تعالى على إصلاح جميع
عيوب الإبصار في ذلك اليوم، والقضاء على أمراض العيون بشكل نهائي، مما يُحقق العدالة
والمساواة بين جميع الناس.
3. نفي الحجة: تُشير الآية إلى نفي الحجة في ذلك اليوم، حيث
لن يتمكن أحد من التعلل بضعف بصره كعذر على عدم رؤية الحق أو عدم الإيمان.
يُفسّر هذا الإعجاز علميًا بقدرة الله تعالى على جعل الجميع
شهودًا على الحق في ذلك اليوم، حيث سيُصبح لديهم بصرًا قويًا يُمكّنهم من رؤية الأمور
بوضوح تام، دون أي عوائق أو حجج.
4. دقة الوصف: تُعدّ كلمة "حديد" وصفًا دقيقًا
لقوة وصلابة الإبصار في ذلك اليوم، حيث تتميز المعادن، وخاصةً الحديد، بصلابتها وقدرتها
على مقاومة العوامل الخارجية.
يُظهر هذا الدقة معرفة الله تعالى التامة بخصائص المواد،
حتى قبل اكتشافها من قبل البشر، ممّا يُعدّ دليلًا على إعجاز القرآن الكريم.
5. التوافق العلمي: لا تتعارض هذه الآية مع أي مبدأ علمي
مُثبت، بل تُشير إلى إمكانيات علمية هائلة قد يتمكن البشر من تحقيقها في المستقبل.
يُحفّز هذا التوافق البحث العلمي في مجال طب العيون وتكنولوجيا
الرؤية، بهدف الوصول إلى علاجات أفضل لأمراض العيون وتحسين قدرات الإبصار البشري.
تُعدّ آية "فَبَصَرُكَ اليوم حديد" نموذجًا رائعًا
على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث تُشير إلى حقائق علمية لم تكن معروفة في
زمن نزول القرآن، ولكن تمّ اكتشافها لاحقًا من قبل العلم.
يُؤكّد هذا الإعجاز على صدق القرآن الكريم ومعجزته الخالدة،
كما يُحفّز على التأمل والتدبّر في آيات الله تعالى وفهم أسرارها العظيمة.
ما معنى اية فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد؟
تختلف تفسيرات آية "لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك
غطاءك فبصرك اليوم حديد" (سورة ق: 22) باختلاف المفسرين والسياق الذي تُفسر فيه:
1. كشف الغطاء عن بصر القلب:
الغفلة: تشير إلى عدم وعي الإنسان بحقيقة الدنيا والآخرة.
الغطاء: هو ما يمنع الإنسان من إدراك هذه الحقيقة، مثل الشهوات
والأهواء والغرور.
كشف الغطاء: يعني إزالة هذه العوائق من خلال الإيمان والعمل
الصالح.
بصر القلب: هو البصيرة التي تُمكّن الإنسان من رؤية الأمور
بوضوح، وفهم حقيقتها.
حديد: تشبيه قوة البصيرة بصلابة الحديد، أي أنها قوية نافذة
لا تُخدع بالمظاهر.
2. قوة البصر في الآخرة:
الغفلة: تشير إلى غفلة الإنسان عن عواقب أفعاله في الدنيا.
الغطاء: هو الموت الذي يُزيل الحجاب بين الإنسان وبين ما
فعله في الدنيا.
كشف الغطاء: يعني ظهور عواقب أفعال الإنسان في الآخرة.
بصر العين: هو المقصود هنا، حيث يرى الإنسان ما كان مخفياً
عنه في الدنيا.
حديد: تشبيه قوة البصر بصلابة الحديد، أي أنه قوي لا يهتز
أمام هول الآخرة.
3. خطاب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم:
الغفلة: تشير إلى غفلة النبي عن رسالته قبل الوحي.
الغطاء: هو الجهل الذي كان يحيط بالنبي قبل البعثة.
كشف الغطاء: يعني إنزال الوحي على النبي، وإخباره بحقيقة
الأمور.
بصر القلب: هو المقصود هنا، حيث أُوتي النبي بصيرة ثاقبة
وفهم عميق للدين والدنيا.
حديد: تشبيه قوة بصيرة النبي بصلابة الحديد، أي أنها قوية
لا تُقهر.
بشكل عام، تُؤكّد الآية على أهمية البصيرة في الحياة، سواء
كانت بصيرة القلب أو بصيرة العين. فالإنسان بحاجة إلى أن يُزيل العوائق التي تمنعه
من رؤية الأمور بوضوح، وأن يُفهم حقيقة الدنيا والآخرة. وعندما يُصبح بصيراً، فإنّه
يكون قادرًا على اتخاذ القرارات الصائبة، وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.
وهناك تفسيرات أخرى للآية، لكن هذه هي التفسيرات الأكثر شيوعًا.
ملاحظة: من المهمّ عند تفسير أي آية قرآنية، أن نرجع إلى سياقها، وأن ننظر في أقوال المفسرين المعتبرين.
0تعليقات