تدور قصة مسلسل الحشاشين في القرن الحادي عشر الميلادي في
بلاد فارس، وتتناول سيرة حياة حسن الصباح، مؤسس جماعة دينية متشددة عُرفت تاريخيًا
باسم "الحشاشين". اتخذت هذه الجماعة من قلعة آلموت الجبلية في إيران معقلًا
لها، واتبعت منهجًا يقوم على اغتيال معارضيها.
تبدأ القصة بتسليط الضوء على نشأة حسن الصباح وحياته المبكرة،
وعلاقاته بأصدقائه، بما في ذلك الوزير نظام الملك والشاعر عمر الخيام. يتتبع المسلسل
رحلة حسن الصباح إلى مصر ولقائه بالخليفة الفاطمي، ثم عودته إلى بلاد فارس وتوليه منصبًا
هامًا لدى السلطان السلجوقي بمساعدة صديقه نظام الملك.
مع تطور الأحداث، يدخل حسن الصباح في صراع مع صديقه نظام
الملك، ويتحول هذا الصراع إلى محور رئيسي في المسلسل. تتوالى الأحداث بعد ذلك لتكشف
عن تأسيس حسن الصباح لجماعة الحشاشين، وكيفية تحولها إلى قوة مؤثرة في المنطقة، ودورها
في تنفيذ عمليات الاغتيال التي اشتهرت بها.
يتناول المسلسل أيضًا جوانب أخرى من حياة حسن الصباح، بما
في ذلك علاقته بزوجته دنيا زاد، وتأثيرها على قراراته وأفعاله. كما يتطرق إلى الصراعات
السياسية والدينية التي شهدتها تلك الفترة، وكيفية تأثيرها على مسار الأحداث.
تجدر الإشارة إلى أن المسلسل يتناول قصة تاريخية مثيرة للجدل،
وقد أثار عرضه العديد من النقاشات والآراء المتباينة حول مدى دقة تصويره للأحداث والشخصيات
التاريخية. ومع ذلك، فإنه يظل عملًا دراميًا شيقًا يقدم نظرة مثيرة للاهتمام على فترة
تاريخية مهمة في منطقة الشرق الأوسط.
الشخصيات الرئيسية:
حسن الصباح:
الشخصية الرئيسية في المسلسل، مؤسس جماعة الحشاشين.
يتم تصويره كشخصية ذكية وطموحة، ولكنها أيضًا متعصبة ومتشددة في معتقداتها.
نظام الملك:
وزير السلطان السلجوقي وصديق حسن الصباح في بداية
حياته. يتم تصويره كشخصية حكيمة ومعتدلة، ولكنه يختلف مع حسن الصباح حول العديد من
القضايا.
عمر الخيام:
شاعر وفيلسوف فارسي، صديق حسن الصباح. يتم تصويره
كشخصية مثقفة وذات تفكير حر، ولكنه يبتعد عن حسن الصباح بسبب تطرفه.
دنيا زاد:
زوجة حسن الصباح. يتم تصويرها كشخصية قوية ومؤثرة،
ولكنها تعاني من علاقة مضطربة مع زوجها.
الجوانب المثيرة للجدل:
أثار مسلسل "الحشاشين" جدلًا واسعًا حول عدة نقاط،
منها:
دقة تصوير الأحداث والشخصيات التاريخية:
يرى البعض أن المسلسل
يقدم صورة مشوهة لحسن الصباح وجماعة الحشاشين، ويصورهم بشكل سلبي للغاية. في حين يرى
آخرون أن المسلسل يقدم رؤية جديدة ومثيرة للاهتمام لهذه الفترة التاريخية.
استخدام اللهجة المصرية:
تم انتقاد استخدام اللهجة المصرية
في المسلسل، حيث تدور أحداثه في بلاد فارس في القرن الحادي عشر. دافع صناع المسلسل
عن هذا الاختيار، مشيرين إلى أن المسلسل موجه للجمهور المصري والعربي بشكل عام.
تصوير العنف والقتل:
يتضمن المسلسل مشاهد عنف وقتل، وهو ما
أثار انتقادات من البعض الذين يرون أنها غير مناسبة للعرض في شهر رمضان.
الاستقبال الجماهيري والنقدي:
حقق مسلسل "الحشاشين" نجاحًا جماهيريًا كبيرًا،
حيث حظي بنسب مشاهدة عالية. ومع ذلك، فقد تلقى أيضًا انتقادات واسعة من النقاد والمشاهدين
حول الجوانب المثيرة للجدل التي ذكرناها سابقًا.
أحداث المسلسل:
الحلقات الأولى:
تركز على نشأة حسن الصباح، رحلته إلى مصر،
علاقته بنظام الملك وعمر الخيام، وصراعه مع الوزير الفاطمي بدر الجمالي.
منتصف المسلسل:
يتناول تأسيس حسن الصباح لجماعة الحشاشين
في قلعة ألموت، وتدريب الفدائيين، وتنفيذ عمليات الاغتيال الأولى.
الحلقات الأخيرة:
تركز على توسع نفوذ الحشاشين، صراعاتهم
مع القوى الأخرى في المنطقة، ومحاولات القضاء عليهم. تنتهي القصة بوفاة حسن الصباح
وتولي ابنه قيادة الجماعة.
المواضيع التي يتناولها المسلسل:
الصراع على السلطة:
يصور المسلسل الصراعات السياسية والدينية
التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في القرن الحادي عشر، وكيف استغل حسن الصباح هذه الصراعات
لبناء قوته.
التطرف الديني:
يطرح المسلسل تساؤلات حول طبيعة التطرف الديني
وأسبابه، وكيف يمكن أن يؤدي إلى العنف والإرهاب.
الخيانة والغدر:
يسلط المسلسل الضوء على دور الخيانة والغدر
في الصراعات السياسية، وكيف يمكن أن تؤدي إلى سقوط أقوى الرجال.
الحب والتضحية:
يظهر المسلسل أيضًا جوانب إنسانية في حياة
حسن الصباح، مثل حبه لزوجته دنيا زاد وتضحيته من أجل قضيته.
حقائق مثيرة للاهتمام:
تم بناء ديكور ضخم لقلعة ألموت في مدينة الإنتاج الإعلامي
في مصر.
استخدم المسلسل تقنيات تصوير متطورة لتصوير مشاهد الحركة
والمعارك.
شارك في المسلسل فريق عمل كبير من مختلف الدول العربية.
آراء النقاد والمشاهدين:
أشاد بعض النقاد بأداء الممثلين، وخاصة كريم عبد العزيز في
دور حسن الصباح.
انتقد البعض الآخر المسلسل بسبب ما اعتبروه تحريفًا للتاريخ
وتشويهًا لصورة حسن الصباح.
انقسم الجمهور حول المسلسل، حيث أعجب البعض بالقصة والإخراج،
بينما انتقد البعض الآخر الجوانب المثيرة للجدل فيه.
أبرز الانتقادات التي وجهت للمسلسل:
اللهجة المصرية:
أثار استخدام اللهجة المصرية في مسلسل تاريخي
تدور أحداثه في بلاد فارس في القرن الحادي عشر جدلاً واسعًا. اعتبر البعض أن هذا الأمر
يخل بالطابع التاريخي للعمل، بينما دافع آخرون عنه باعتباره رؤية فنية تهدف إلى جذب
جمهور أوسع.
الدقة التاريخية:
تعرض المسلسل لانتقادات بسبب بعض الأحداث
والشخصيات التي لا تتوافق مع الروايات التاريخية، أو بسبب تقديمها بشكل مختلف عن الواقع.
التركيز على العنف:
يرى البعض أن المسلسل يركز بشكل مفرط
على مشاهد العنف والقتل، مما يجعله غير مناسب لجميع الفئات العمرية.
ردود فعل صناع المسلسل على الانتقادات:
دافع الكاتب عبد الرحيم كمال عن استخدام اللهجة المصرية،
مشيرًا إلى أن الهدف هو تقديم عمل درامي يصل إلى الجمهور العربي بشكل عام وليس فقط
المتخصصين في التاريخ.
أكد المخرج بيتر ميمي أن المسلسل لا يهدف إلى تقديم صورة
دقيقة تمامًا للتاريخ، بل هو عمل فني مستوحى من أحداث حقيقية.
أشار فريق العمل إلى أن مشاهد العنف ضرورية لتصوير طبيعة
جماعة الحشاشين وأعمالها.
تأثير المسلسل:
أثار مسلسل "الحشاشين" نقاشًا واسعًا حول تاريخ
جماعة الحشاشين وحسن الصباح، وأعاد تسليط الضوء على هذه الفترة التاريخية المهمة.
ساهم المسلسل في زيادة الاهتمام بالدراما التاريخية العربية،
وأظهر إمكانية تقديم أعمال ضخمة تنافس الإنتاجات العالمية.
فتح المسلسل الباب أمام المزيد من الأعمال الدرامية التي تتناول شخصيات وأحداث تاريخية مثيرة للجدل.
0تعليقات