في كل صباح، كان الطاووس يستيقظ ويقضي ساعات في تنظيف وترتيب
ريشه. ثم كان يخرج إلى الغابة ويبسط ذيله الكبير الملون، ويتجول بين الأشجار والأزهار،
ويستعرض جماله أمام الجميع.
كانت الحيوانات الأخرى معجبة بجمال الطاووس، ولكنها كانت
أيضاً تشعر بالغيرة منه. كانوا يعتقدون أنه مغرور ومتعجرف، ولا يفكر إلا في نفسه.
ذات يوم، قررت الحيوانات أن تعطي الطاووس درساً. اجتمعوا
معاً وخططوا لمقلب صغير.
في اليوم التالي، عندما خرج الطاووس كعادته للتجول في الغابة،
وجد نفسه محاطاً بمجموعة من الحيوانات. كانوا جميعاً يحدقون فيه ويضحكون.
شعر الطاووس بالحيرة والارتباك. سأل الحيوانات: "ما
الأمر؟ لماذا تضحكون؟"
أشار أحد الحيوانات إلى ذيل الطاووس وقال: "انظر إلى
ذيلك! إنه مليء بالطين والأوساخ!"
نظر الطاووس إلى ذيله ورأى أنه بالفعل متسخ. شعر بالخجل والغضب.
لم يكن يعلم كيف حدث ذلك.
بدأ الطاووس في تنظيف ذيله بكل قوته، ولكنه لم يستطع إزالة
كل الأوساخ. كان يشعر بالإحباط والحزن.
في تلك اللحظة، تقدمت حيوانات الغابة نحوه وبدأت في مساعدته
في تنظيف ذيله. كانوا يزيلون الأوساخ بلطف ويعتنون بريشه الجميل.
شعر الطاووس بالامتنان للمساعدة، وأدرك أنه كان مخطئاً في
تصرفه. لقد كان مغروراً ومتعجرفاً، ولم يقدر مساعدة الآخرين.
اعتذر الطاووس للحيوانات الأخرى ووعدهم بأنه سيتغير. من ذلك
اليوم فصاعداً، أصبح الطاووس أكثر تواضعاً ولطفاً. كان يساعد الآخرين ويشاركهم في كل
شيء.
تعلم الطاووس درساً مهماً في ذلك اليوم. تعلم أن الجمال الحقيقي
ليس في المظهر الخارجي، بل في القلب الطيب والروح المتواضعة.
0تعليقات