الملابس والطاقة
إن الموضة هى ظاهرة لا حدود لها، فاليوم يقترحون موديلات سرعان ما يظهر غيرها بعد وقت قصير، اليوم
الالبسة الضيقة هى الموضة وغدا قد يكون القماش الصناعى ،وبعد غدا الاقمشة الطبيعية وهكذا دواليك،
لكن فى غمرة السباق مع صيحات الموضة قلة من يعرفون الحقائق البسيطة التى تتحدث عن الالبسة وتأثيرها على الحالة الصحية للانسان.
وعلى سبيل المثال معروف أن حجم الهواء بين الجسم والاقمشة التى تغطى هذا الجسم يكون متناسبا مع حجم الطاقة
التى يحصل عليها الجسم وأجهزته ، فكلما كان حجم الهواء اكثر كلما كانت الطاقة التى تصل الى الجسم اكبر ، فيكون الجسم بحالة صحية أفضل ،ويضعف تأثير العناصر المعيقة للطاقة .
عشاق الموضة الذين يرتدون أحيانا ألبسة ضيقة جدا ، يحرمون أجهزة الجسم من تيارات الطاقة الضرورية لعملها بشكل سليم وتام وظاهرة الألبسة الضيقة التى تظهر معالم الجسم ومفاتنه منتشرة بشكل كبير بين القتيات ،
لكنهن لا يعلمن أن هذا الاسلوب وهذه الأزياء تقوم بحجب الطاقة الضرورية للجسم فى الفضاء المحيط له وتمنعها من الوصول الى الجسم ، وهو ما يؤدى الى تأهرم" شيخوخة" الجسم بسرعة.
أما اذا استخدمت هذا النوع من الألبسة لفترة قصيرة وغير متواصلة ، فان النتيجة ستكون الاحساس بالتعب والارهاق (علامات نقص الطاقة ) كما يظهر لديها رغبة باللجوء الى المواد التى تعتقد خطأ انها قادرة على تنشيط الطاقة الجسدية وزيادتها ، مثل القهوة والمشروبات الكحولية ، والسجائر أما اذا كانت المرأة ترتدى هذه الازياء بشكل دائم ستعانى من حالة تعب دائمة ،ناهيك عن الجوانب السلبية الناجمة عن استخدامها الدائم لمحفذات الطاقة التى ذكرناها سابقا ، والتى تشكل فى الواقع مواد ضارة جدا للجسم وأجهزته وأعضائه ،أضافة الى هذا كله فهى ستكون عرضة لمجموعة من الامراض التى تتسبب بها الألبسة الضيقة ،وهى الأمراض كثيرة تأتى على الجهاز العصبى والدورة الدموية والجهاز التناسلى وما الى ذلك من أمراض .
ان الألبسة الفضفاضة تشكل فى محيط الجسم مجالا هوائيا . ونتجة لذلك يشبع الجسم بالطاقة ويحتفظ بها.
ان هذا يوضح أسباب شعور المرأة بالراحة وهى ترتدى ثوبا فضفاضا مثل الموديلات القديمة ، أكثر من شعورها بالراحة وهى ترتدى الألبسة الضيقة ، الاكثر حداثة من حيث الموضة . أن المرأة التى ترتدى ألبسة فضفاضة تحصل على الكثير فى طريق عودتها من العمل .
فالجسم الذى كان يعطى الطاقة طوال يوم شاق فى العمل ، يحتاج الى من يتعاطف معه، ويحتاج الى مصدر تغذية من الطاقة . والأنسان القادر على سماع الصوت الداخلى لجسمه يعطى الفرصة ليتغذى من جديد بالطاقة ويستعيد ما فقدة منها .
أعتقد ان نصائحى لن تسعد اولئك الذين يعتقدون أن الألبسة هى وسيلة لتغيير العالم ،أجل انه يستحيل أن نؤثر من خلال اللباس ،على الاقل لا نستطيع أن نؤثر من خلالها بشكل فعال ولمدة طويلة من الزمن على العوامل الخارجية المحيطة بنا فى الوقت نفسه يمكننا أن نؤثر على الوسط المحيط بطرق أخرى.
أضافة الى أن الألبسة غير قادرة على تغيير حياة الانسان نحو الأفضل ، فهى قد تكون السبب فى أن تغير له الحياة نحو الأسوأ ولمدة طويلة .
ويذكر الكاتب" أندريه ليفيشنوف" فى كتابه الكارما التحكم بالمصير قصة لفتاة :
"تبلغ زينا 31 عاما وتعمل طبيبة أسنان على الرغم من أن مظهرها يبدو رائعا دوما وتبدو جميلة ،الا ان السعادة الحقيقية تتجاوزها دون أن تتوقف عندها فغالبا ما يكون الأشخاص الذين تقابلهم فى درب حياتها من النوعية السطحية والتافهين من الشباب ، وعندما يحدث تقابر فى العلاقة تكتشف ان اهتماماتهم فى الحياة تافهة جدا ومملة ،
اما فكرة تأسيس وبناء أسرة فهى تعيش فى مخيلتهم فقط ولا علاقة لها بالواقع الذى يسعون نحوه وصلت زينا الى عيادتى وهى بحالة يأس شديدة ، وقد أصبحت تعتقد أن فيها عبيا ما الرجال الطبيعيون يبتعدون عنها كانت تكرر بألم لم أتسبب يوما بالأذى لأى انسان لماذا تعاقبنى الحياة بهذا الشكل ؟"
كانت ترتدى معطف ضيق لونه أحمر فاقع وتنورة سوداء ضيقة قصيرة تشخيص حالتها لم يكن بالأمر الصعب ،ومن بين مجموعة النصائح ركزت على حثها لتبديل أسلوبها فى اللباس .
وقد وقعت نصائحى على أرضية مهيأة ، حيث كانت زينا قد قرأت بعض كتبى المتعلقة بأسلوب الطعام الصحى وكيف تفكر بأسلوب جديد مختلف عن الماضى تغير شكلها بصورة جذرية ،فأصبحت الأقمشة الفضفاضة هى الرئيسية فى الأزياء التى ترتديها ونظرا لان طبيعة عملها تعنى التعرف يوميا على الأشخاص الجدد ،
فقد لاحظت أن طبيعة الرجال الذين أخذوا يظهروا الاهتمام نحوها قد تغيرت انهم ليسوا من النوع القديم من المخادعين والتافهين ، بل من المحترمين ،المهذبين ،أى من النوعية التى يمكنها الثقة بهم والاعماد عليهم فتغير محيطها بصورة واضحة وتغيرت طبيعة علاقاتها والأشخاص الذى تعرفهم وبعد عام ونصف أصبحت زينا والدة سعيدة لطفلها الأول وتتحدث بمتعة وسعادة عن ابنتها الصغيرة وأعمالها وبنفس الحس تتحدث عن الكعكة التى لم تنجح فى اعدادها وبسعادة تتحدث عن زوجها الذى يعيرها وابنتهما الاهتمام اللازم.
اذا حاولنا أن ندرس موضوع (عرض) الألبسة فى المجتمع الحديث ،فاننا سنلاحظ مسألتين ،الأولى : أن أبسط أنواع الألبسة والتى تكون عادة فضفاضة هى تلك التى يرتديها رجال الدين حيث الطاقة تغذى الجسم بشكل دائم ، ولايوجد ما يعيق الاتصال المباشر عبر الطاقة من الخالق .
أما الألبسة الضيقة فاننا سنشاهدها بشكل رئيسى بين فتيات الهوى ، أما من لا يمكن وصف مسلكيتهم عموما بالايجابية ، أجسادهن تعطى الطاقة ، ولعدد من الأشخاص تلعب هذه الطاقة دور الجذب وفى هذا النوع من الألبسة يبرز التعلق بالجانب المادى الدينوى من الحياة ، لكن عاشقات هذا النوع من الألبسة غالبا ما يصبحن أسيرات مختلف الأمراض وحتى المميتة منها .