أن قمع البكاء عند الطفل بالطرق المتبعة أحيانا قد يؤدى إلى نتائج وخيمة على عملية التنفس وإنتاج الطاقة العامة فى الجسم، كأن يقوم الطفل بعمل نعتبره من منظارنا سيئا، ونعمل على تأنيبه احيانا بالضرب، لأعتقادنا أن هذه طريقة مفيدة فى تعليمه وتربيته، يبكى الطفل لأنه تعرض لألم جسدى بالضرب، ولأذى نفسى لأن أعز الأشخاص إلى قلبه قام بضربه، نطلب من أن يكف عن البكاء لأن صوته مزعج.
وبالطبع عندما لا يتمكن من التوقف عن البكاء " وهذا شئ بديهى لان البكاء هو تعبير طبيعى عن أحاسيس الطفل الحاضرة، والتى هى ألم جسدى ونفسى" نطلب منه قطع النفس ونهدده بالضرب ثانية إذا لم يستجيب، معظم الأطفال فى هذا الوضع يوقفون التنفس لفترة وجيزة ومن ثم يستمرون بالتنفس بسطحية،
مما يؤدى إلى التقليل من كمية الهواء التى تدخل إلى الرئتين، وبالتالى إلى كمية الطاقة التى تدخل إلى الجسم، كما ان النقص النسبى بالأوكسجين الناتج عن دخول هواء أقل إلى الرئتين، يؤثر سلبا على إنتاج الطاقة فى أعضاء الجسم، والنتيجة النهائية تتلخص بنقص عام فى الطاقة، وإذا تكرر هذا القمع يتسبب فى إضعاف طاقاتهم ونتساءل فيما بعد عن سبب مرضهم وفقدانهم للنشاط والحيوية.
طبعا هذا لا يعنى أننا مضطرون إلى تحمل بكاء أطفالنا المزعج ولكن إذا أقرينا بحقهم فى التعبير عن أحاسيسهم فلندعهم يذرفون دموعهم فى مكان لا يزعجنا.
الأمر الآخر:
قيام الكثير من الامهات بقمع اللعب لدى أطفالهم بمعنى ان نطلب منهم أن يهدأوا ويسكتوا ويتوقفوا عن اللعب والضجيج لأننا نريد أن نسمع الأخبار أو نقرأ الجريدة أو لاى سبب أخر ، يؤدى إلى تقلص وانكماش الطاقة لديهم.
إن حياة الطفل هى اللعب لذا فإن إرغام الطفل على التوقف عن اللعب بسبب أخبارنا التلفزيونية البائسة أو جريدتنا، يؤدى إلى وقف هذا الفيض من الحياة المتواجدة عنده.
أننا بهذه الطريقة وبدون وعى وإدراك من قبلنا، نقمع فيهم حب الحياة وندعوهم إلى الجمود والإنكماش، وبعد ذلك نتساءل لماذا يصابون بالكآبة وأمراض نفسية.
زد على ذلك أن قسما كبيرا من تصرفات الطفل يقمع بلا سبب ذى قيمة مثلا لا تقف على الكرسى، لا تصرخ وتضحك عاليا، لا تلعب بالتراب، لا تلعب بالماء.
يصبح الطفل كمن يقول : أنا فاشل لا أصلح لشئ وبذلك ندفع بالطفل إلى خلق عقدة نقص لديه وإلى رفض نفسه وكرهها.
يجب أن نتعلم أن نراقب الطفل ونكون يقظين حتى لا يؤذى نفسه ولكن بشكل غير لافت للانتباه حتى يشعر بالخصوصية لكى ينمو، لا يتوجب التدخل إلا إذا طلب الطفل مساعدتهم فيما يقوم به .
الأفضل للطفل أقتراف الأخطاء والتعلم من أخطائه، من أتباع الأوامر بدون فهم أو أقتناع لأنه سيتعلم عندئذ التبعية لأى شخص يصدر إليه الأوامر فيما بعد، وها تسميم للذات،.
فى الحقيقة نحن نعاقب الطفل ليس لأنه قام بعمل سئ بل لأنه عصى الأوامر ونكافئه لأنه أطاعها، نحن نريده أداة طيعة بين أيدينا ليس إلا.