من أسماء الله تعالى الحسنى " القدوس " وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم، في عدد من المواضع منها سورة الحشر الآية 23 " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ " وأيضا في سورة الجمعة الآية 1 " يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ".
ومعنى القدوس بحسب ما شرحه الشيخ سعيد بن وهف القحطاني في كتاب أسماء الله الحسنى، هو: المبارك والطاهر وأيضا " هو المنزه عن الأضداد والأنداد والصاحبة والولد، الموصوف بالكمال، وهو المنزه عن العيوب والنقائص كلها، كما أنه منزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال" وأضاف الشيخ سعيد بن وهف في معنى اسم القدوس "المنزه من كل شر ونقص وعيب كما قال أهل التفسير هو الطاهر من كل عيب المنزه عما لا يليق به وهذا قول أهل اللغة"
تعاريف متعددة لاسم " القدوس "
وفي تعاريف أخرى، نجد تعريف أبو بكر البيهقي : القدوس هو الطاهر من العيوب المنزه عن الأولاد والأنداد ، وهذه صفة يستحقها بذاته .
وأيضا تعريف الإمام الغزالي حيث أنه قال : القدوس هو المنزه عن كل وصف يدركه حس أو يتصوره خيال ، أو يسبق إليه وهم ، أو يختلج به ضمير ، أو يقضى به تفكير
وقال ابن كثير في شرح القدوس : هو المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال.
أما شهاب الدين الألوسي فقد قال : القدوس هو البليغ في النزاهة عما يوجب نقصانًا أو الذي له الكمال في كل وصف اختص به ، أو الذي لا يحد ولا يتصور.
ومن خلال كل التعاريف السابقة، نقول إنه على العموم كلمة القدوس هي من الطهارة والنزاهة ومنه اشتق اسم بيت المقدس، الذي هو مكان يتطهر فيه الشخص، أيضا سميت الجنة حظيرة القدس لأنها طاهرة من آفات الدنيا، كما سمي جبريل بروح القدس، لأنه طاهر من كل عيب.
الدعاء باسم القدوس
أمر الله تعالى، عباده المؤمنين بالدعاء بأسمائه الحسنى والتي منها اسم القدوس، وهو يستخدم في الثناء على الله وعلى نعمه التي لا تحصى على عباده، حيث أنه مهما حمدناه وشكرناه فنبقى مقصرين ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كُنْتُ نَائِمَةً إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَقَدْتُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَهُوَ يَقُولُ: " أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ".
وفي السنة كذلك، تخبرنا أيضا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كان يردد في ركوعه وسجوده : " سبوح قدوس، رب الملائكة والروح" رواه مسلم.
وعن أبي بن كعب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان في ركوعه يردد ثلاث مرات سبحان الملك القدوس.
0تعليقات