يعد مصطلح متلازمة القولون العصبي IBS والذي يشير إلى وجود اضطرابات وظيفية في
الأمعاء، أحد أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعاً والذي يتراوح انتشاره بين 10 إلى 20%. ليس هناك سبب
دقيق لحدوث القولون العصبي ولكن!
يشير العلماء إلى أن ذلك يحدث بسبب سوء الإتصال بين الأمعاء
والأعصاب. مما يؤدي
إلى إشارات مشوشة من المخ إلى الأمعاء فينتج أعراض مثل الإسهال والإمساك والغازات.
القولون العصبي - نظرة عامة
القولون العصبي أو متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية - Irritable Bowel
Syndrome) ويرمز
لها بالحروف IBS، عبارة عن اضطراب وظيفي
في الجهاز الهضمي. يؤدي إلى الأعراض المميزة للقولون العصبي مثل آلام البطن
واضطرابات حركة الأمعاء والانتفاخ والغازات.
إن القولون العصبي هو اضطراب متعدد العوامل حساس لحالات القلق والتوتر مع وجود
دليل على أنه يحدث بسبب عوامل بيئية ووراثية، هذا قد يوحي بأن للجينات دور مهم في
حدوث القولون العصبي. فمعنى أن القولون العصبي ينتقل في العائلات، يوحي بأن جينات
مشوهة يتم توارثها ونقلها من الوالدين إلى الأبناء.
مع وجود القابلية للإصابة بالقولون العصبي (جينات وراثية
وعوامل بيئية)
فإن الحالة النفسية السيئة، وارتفاع مستويات القلق والتوتر والنظام الغذائي
الرديء أو نمط الحياة السيء يؤدي إلى الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي المتمثلة في
متلازمة القولون العصبي.
ما هو القولون، وما وظيفته؟
القولون هو:
الجزء الأكبر في الأمعاء الغليظة والذي يبلغ طوله حوالي عن 190 سم ويبدأ من منطقة
المسران الأعور أسفل يمين البطن عند الزائدة الدودية، ويمتد إلى أعلى باتجاص الصدر
والكبد، ثم يتجه ناحية اليسار من منطقة تسمى "الثنية الكبدية
للقولون"
ويمشي موازياً للصدر بشكل أفقي، ثم
يهبط إلى الأسفل من عند "الثنية الطحالية" وينحني قليلاً
فيما يسمي بـ "القولون
السيني" لأنه
يشبه حرف S ثم يلتقي بالمستقيم.
لذلك فإن القولون عبارة عن:
1.
القولون الصاعد، يبدأ من أسفل البطن في أعلى الحوض عند الزائدة
الدودية إلى أسفل الصدر عند الكبد.
2.
الثنية الكبدية، عبارة عن انحناء صغير في القولون عند الكبد.
3.
القولون المستعرض، يأخذ مسار منحني قليلاً وموازياً للصدر.
4.
الثنية الطحالية، انحناء صغير في القولون عند الطحال ناحية اليمين.
5.
القولون الهابط، يبدأ من الثنية الطحالية إلى القولون السيني.
6.
القولون السيني، عبارة عن انحناء صغير للقولون إلى الداخل ويبدأ من
نهاية القولون الهابط إلى المستقيم.
تكمن وظيفة القولون في:
●
امتصاص ما بقي من
سوائل وغذاء في الطعام.
●
امتصاص الأملاح
مثل الصوديوم والبوتاسيوم وغيرهم.
●
يحتوي على
البكتريا النافعة المفيدة في عملية الهضم وتقوية المناعة.
●
يكون الكتلة
البرازية.
●
ينقل فضلات
الطعام بعد امتصاصه (الكتلة البرازية) إلى المستقيم.
عند الإشارة إلى حركة الأمعاء فإننا نقصد في أغلب الأحيان حركة الطعام داخل
القولون باتجاه المستقيم، فكلما كانت تلك الحركة سريعة يحدث إسهال بسبب زيادة كمية
الماء في البراز، وكلما كانت بطيئة يحدث إمساك لأن القولون يمتص أكبر كمية من
السوائل فيصبح البراز صلب وجاف.
لذلك فإن القولون العصبي يتميز بوجود اضطراب في حركة الأمعاء، فقد يصاب الشخص
بالإسهال ويتبعه إمساك في نفس اليوم. ينتج ذلك بسبب تشوش أو ضعف التواصل بين
القولون والأعصاب كما أشرنا مما يؤدي إلى إرسال إشارات عصبية عشوائية تؤدي إلى
ظهور أعراض القولون العصبي.
أسباب متلازمة القولون العصبي
كما أشرنا فإن السبب الدقيق غير معروف، ولكن العلماء يرجحون أن أسباب القولون
قد تشمل واحدة أو أكثر من الأسباب التالية:
●
أسباب وراثية، يعتقد العلماء أن جينات مشوهة قد يتم وراثتها من
الوالدين تسبب القولون العصبي.
●
أسباب نفسية وعصبية، الأسباب النفسية والقولون العصبي يدوران
في حلقة متصلة، قالقولون العصبي يؤدي إلى سوء الحالة النفسية، وكذلك سوء الحالة
النفسية تسبب القولون العصبي. هناك علاقة وثيقة بين الجهاز الهضمي والحالة النفسية،
وهذا يفسر سبب إصابة التلاميذ او الطلبة بالإسهال أثناء الإمتحانات.
●
أسباب غذائية وبيئية، العوامل البيئية مثل الماء والنظام
الغذائي ونمط الحياة والرياضة او النشاط البدني كل ذلك يؤثر بشكل أو بآخر على عمل
الجهاز الهضمي، خاصة القولون.
النساء أكثر عرضةً للإصابة بالقولون العصبي عن الرجال، نظراً لطبيعة المرأة
الحساسة وحسها المرهف، بالإضافة إلى التغيرات والاضطرابات الهرمونية التي تحدث
للمرأة على مر حياتها مثل، ما يحدث أثناء الدورة الشهرية والحمل والولادة وانقطاع
الطمث.
أعراض القولون العصبي
يمكن القول أن العديد منا جرب القولون العصبي ويعرف أعراضه جيداً، إلا أن
الأعراض تختلف حدتها من شخص لآخر، وقد تصل في بعض الأحيان عند بعض الأشخاص لدرجة
لا يمكن تحمل معها الألم، إلا باستخدام مسكنات الألم. تشمل أعراض
وعلامات القولون العصبي:
1.
اضطراب الأمعاء
وأصوات في بعض الأحيان.
2.
الإمساك والإسهال
بالتناوب مع بعضهما البعض.
3.
الشعور بالانتفاخ.
4.
صعوبة في التنفس
نتيجة ضغط القولون على المعدة، وبالتالي تضغط المعدة على القلب والصدر.
5.
حرقان المعدة
الناتج عن ارتجاع المريء بسبب أن عضلة المريء المسئولة عن حبس الطعام ومنعه من
الرجوع، لا تتحمل الضغط الواقع على المعدة، مما يؤدي إلى تسرب أو رجوع أحماض
المعدة الحارقة إلى المريء. وهذا ما يعرف بحرقة الفؤاد أو حرقة المعدة.
6.
ألم الحلق ومرارة
الفم، يحدث ذلك بسبب وصول حمض المعدة إلى الحلق والفم.
7.
تشنجات في منطقة
البطن.
8.
قرصات في أعلى
البطن عند الثنية الكبدية والثنية الطحالية وعن القولون السيني، بسبب تجمع الغازات
في هذه المناطق كونها ملتوية قليلاً مما يؤدي إلى نوبات ألم شديدة تشعر بها في
الأجناب وأعلى البطن وأسفل الصدر.
9.
سوء الحالة
النفسية، كما أشرنا فإن مصاب القولون العصبي يمر بدائرة غير منتهية بين القولون
العصبي والقلق والتوتر، فكل منهما يؤدي إلى الآخر.
تختلف أعراض القولون العصبي من شخص لآخر، ولكنها عادة تكون أكثر حدة عند
النساء من الرجال. كون المرأة شديدة التأثر. إلى جانب أن
هرمونات الذكورة عند الرجل تعتبر مسكنات طبيعية للألم، وهي المسئولة عن قوة تحمل
الرجل.
علاج القولون العصبي
من المؤسف القول أنه لا يوجد علاج للقولون العصبي بشكل نهائي، إذ أن العلاج
يتمثل في المقام الأول بتحسن أسلوب الحياة. فكما أن القولون
العصبي ليس له سبب واحد محدد، فإن طريقة العلاج أيضاً تختلف من شخص لآخر.فمصابي القولون
العصبي يكون لديهم إسهال وإمساك في نفس اليوم، ومشاكل في المعدة وحرقان بسبب الضغط
الواقع على المعدة.
لذلك فإنه من الصعب علاج القولون العصبي، بسبب تزامن الإمساك والإسهال، ارتجاع
المريء، حرقان المعدة، مشاكل الهضم بالإضافة إلى سوء الحالة النفسية. لذلك! فإن خط العلاج
الأول للقولون العصبي هو العلاج المنزلي بتحسين نمط الحياة، مع استخدام بعض
الادوية حسب الحاجة مثل مسكنات الألم والملينات أو الالياف لعلاج الإمساك وتحسين
حركة الامعاء، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب في بعض الأحيان.
علاج القولون العصبي من المنزل بتحسين نمط الحياة
تعد خيارات العلاج الوقائي للقولون العصبي بمثابة خط العلاج الأول كما أشرنا/ ويشمل ذلك:
●
الحد من تناول
الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المقلية والمواد الحافظة والاطعمة المصنعة
والوجبات السريعة.
●
تناول الأطعمة
الغنية بالألياف مثل الفواكه والحبوب الكاملة.
●
الحد من الأطعمة
التي تزيد من أعراض القولون مثل الخضروات الورقية والبروكلي والملفوف (الكرنب) والقرنبيط.
●
شرب الكثير من
الماء والسوائل.
●
تجنب الإستلقاء
النوم بعد الوجبات الغذائية مباشرةً.
●
النوم بشكل كافي
بما لا يقل عن 8
ساعات يوميا.
●
رفع مقدمة السرير
بزاوية 45 درجة
لتقليل الضغط على المعدة.
●
عدم حبس البراز و
الغازات داخل البطن.
●
ممارسة نشاط
رياضي معتدل.
احرص أيضاً على تحسين حالتك النفسية بالحد من مستويات القلق والتوتر، يمكن عمل
ذلك من خلال ممارسة الرياضة، ممارسة هواية مفضلة، التحدث مع صديق، التنزه في
الهواء الطلق، ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل العقل لتصفية الروح. تعد الصلاة في
وقتها أفضل وسيلة لتحسين الحالة النفسية.
علاج القولون العصبي بالأدوية
كما أشرنا، فإنه لا يوجد علاج محدد ونهائي للقولون العصبي، فجميع العلاجات
المتاحة لعلاج الأعراض. تشمل تلك الأدوية:
●
الملينات لعلاج
الامساك.
●
مكملات الألياف.
●
أدوية علاج
الإمساك.
●
مسكنات الألم.
●
مضادات الالتهاب.
●
مضادات الاكتئاب
لتحسين الحالة النفسية.
خلاصة القول
القولون العصبي عبارة عن اضطراب وظيفي في الأمعاء، ينتج عن وجود خلل أو تشوش
في الاتصال بين المخ والأمعاء، مما يؤدي إلى وصول رسائل عشوائية إلى القولون. فتسبب اضطراب في
حركة الأمعاء ينتج عنها تقلصات وغازات بالإضافة إلى التناوب بين الإمساك والإسهال, يحتاج علاج
القولون العصبي إلى تحسين في نمط الحياة مثل الأكل الصحي والنوم الجيد وممارسة
الرياضة والحد من مستويات القلق والتوتر.
0تعليقات